الشرطة في مصر القديمة

جهاز الشرطة في مصر القديمة

كانت الشرطة من أهم النظم التي اهتم بها المصريون القدماء، حيث أدركوا أهميتها في استقرار المجتمع وحماية الأفراد والممتلكات. وتولى جهاز الشرطة أدوارًا متعددة تحت إشراف الوزير ورؤساء الشرطة وأفرادها.

 الوزير ودوره في جهاز الشرطة

رغم أن الوزير كان يشرف على جميع نواحي الدولة، إلا أن الحفاظ على الأمن ومكافحة الجريمة كانت من أولى مسؤولياته. وكان يعتبر الرئيس الأعلى للشرطة في العاصمة، حيث تعرض عليه القضايا الهامة ويتابع سير التحقيقات فيها. كما كان يشرف على الحرس الخاص للملك.

أهم مهام الوزير في الإشراف على الأمن:

  • المحافظة على المؤسسات العامة: حيث يتلقى تقارير عن فتح وإغلاق المخازن، ومراقبة الداخلين والخارجين من البلاد.
  • سجلات العاملين: في حال وُجه اتهام لموظف ولم يُقبل دفاعه، كان يتم تسجيله في سجل المجرمين من موظفي الدولة.
  • متابعة التقارير الإدارية: كان يتلقى تقارير من موظفي الإدارة كل أربعة أشهر حول مناطق عملهم.
  • حراسة الملك: كان الوزير مسؤولًا عن أمن الملك بشكل مباشر.
  • التحقيق في الحوادث الهامة: يتخذ الإجراءات اللازمة ضد أي شخص يقوم بالنهب أو التخريب.

رؤساء الشرطة واختصاصاتهم

كان يتم اختيار رؤساء الشرطة من بين الضباط ذوي الذكاء الحاد، وسعة الأفق، والأخلاق الحسنة، ويحملون رتبة "حامل العلم" في حرس الملك.

أنواع رؤساء الشرطة:

  • رئيس شرطة العاصمة: كان له مكانة مرموقة، حيث كانت العاصمة مركزًا دينيًا وصناعيًا هامًا.
  • رئيس شرطة قفط: كان مسؤولًا عن تأمين طريق الذهب من وادي الحمامات، ويتعاون مع مدير مناجم الذهب.
  • رئيس شرطة الصحراء: كان مسؤولًا عن حماية الحدود وتعقب الفارين إلى الواحات، وحماية عمال المناجم من غارات البدو، وكان تحت الإشراف المباشر للوزير.

 أفراد الشرطة وتسليحهم

كان لرئيس الشرطة أعوان بدرجات مختلفة، مثل قُواد الفرق الذين حملوا لقب "رئيس شرطة الجبانة"، وضباط آخرين بلقب "حامل علم الشرطة"، حيث كان دورهم الأساسي الحفاظ على الأمن العام.

تشكيل قوات الشرطة:

  • كانت كتيبة الشرطة تتألف من 250 فردًا، بينما تألفت الفصيلة من 50 فردًا.
  • كان تسليحهم يعتمد على العصي والحراب.
  • كانت رموز الشرطة تشمل البلطة، الحزام، حزمة الأعشاب، والمروحة، أما العلم فكان عليه صورة غزال أو درع عليها الملك يضرب عدوه.

علاقة الشرطة بالشعب

حظيت الشرطة باحترام كبير في المجتمع، وكان من الحكم المتداولة نصيحة الحكيم آني لابنه:
"اتخذ من شرطي شارعك صديقًا لك، ولا تجعله يثور عليك، وأعطه من طرائف بيتك في أيام العيد، ولا تتغاضَ عنه وقت صلاته بل قل له: المديح لك."