الشرطة في مصر القديمة

كانت الشرطة من النظم التي أولاها المصريون القدماء اهتماماً من حيث بيان اختصاصها وأهمية من يتولاها.. رغبة في استقرار المجتمع وحماية الأفراد والممتلكات. نبدأ بتعريف جهاز الشرطة عند المصريين القدماء:- (١)الوزير : رغم أن الوزير عصب الدولة في كل نواحيها إلا أن إشاعة الأمن والقضاء على المجرمين كانت أولى واجباته، ونجد من بين الاختصاصات المتعددة للوزير مهمته كرئيس أعلى للشرطة في العاصمة، تعرض عليه القضايا الهامة ويتابع وسائل البحث فيها، ويدخل تحت إشراف الوزير أيضاً الحرس الخاص للملك. ومن نص وجد على مقبرة الوزير ( رخمي رع) في عهد الملك تحتمس الثالث ( الأسرة ١٨) المهام التي عددها الوزير لنفسه وهي: أ - المحافظة على المؤسسات العامة: فيقدم له تقرير عن إغلاق المخازن في الأوقات المحددة، وفتحها في المواعيد المقررة، كذلك يوضع له تقرير عن الداخلين والخارجين من أرض البلاد. ب_ سجلات العاملين: اذا ‏ما وُجه اتهام لموظف ولم يقبل دفاعه فعلى الوزير أن يقيضه في سجل المجرمين من موظفي الدولة مع التهم الموجهة إليه. ج_ تلقي تقارير موظفي الإدارة في منطقة عملهم كل ٤ شهور . د- حراسة الملك. ه- الحوادث الهامة: يتخذ الوزير الإجراءات ضد أي ناهب من أية مقاطعة. (٢) رؤساء الشرطة: كان رئيس الشرطة يختار من المعروفين بالذكاء وسعة الأفق والأخلاق الحسنة من بين الظباط الحاملين لرتبة "حامل العلم" في حرس الملك . وكان منصب رئيس الشرطة يوجد في المدن الكبرى وكذلك في الجهات الصحراوية. واختلف طبيعة عمل كل منهما .. كان لرئيس الشرطة في العاصمة ‏مكانة كبيرة لأنها تحتوي على المعابد والعمال الذين يقومون بنحت المقابر بتزيينها، وكان رئيس شرطة قفط مكانة خاصة لأنها تقع في طريق جلب الذهب من وادي الحمامات، وكان يعمل باتصال وثيق مع مدير مناجم الذهب هناك في عهد اخناتون تمكن رئيس الشرطة (سمحو) من إحباط المؤامرة التي دبرت لاغتياله، أما مهمة رئيس الشرطة في الصحراء فقد كانت حراسة الحدود، فنجد على حدود الوجه القبلي من الشرق والغرب رجال شرطة الصحراء وكانت مهمتهم تعقب الفارين إلى الواحات، وحماية عمال قطع الأحجار من غارات البدو، وصيانة الطرق المؤدية إلى مناجم الذهب. وكان رئيس شرطة الصحراء تحت الإشراف ‏المباشر من الوزير . (٣) أفراد الشرطة: كان لرئيس الشرطة أعوان بدرجات مختلفة، ففي طيبة الغربية وجد قُواد للفرق كل منهما يسمى رئيس شرطة الجبانة، وفي عصر آخر وُجد ضباط آخرون يحملون لقب "حامل علم الشرطة" وكان اختصاصهم يتعلق بالامن العام. وكانت كتيبة الشرطة تتألف من نفس عدد كتيبة ‏المشاة (٢٥٠ فرداً)، كما تتألف الفصيلة من (٥٠ فرداً). وكان تسليح الشرطة بالعصي والحراب. وكان رمز وظيفة الشرطة البلطة والحزام وحزمة أعشاب ومروحة، أما العلم فكانت عليه صورة غزال أو درع مستطيلة الشكل رسم عليها الملك يضرب عدواً له . وعن علاقة الشرطة بالشعب، فقد يكون من المقيد أن نورد نص نصيحة يوجهها الحكيم آني لابنه بأن يكون على وفاق مع رجال الشرطة "اتخذ من شرطي شارعك صديقا لك، ولا تجعله يثور عليك، واعطه من طرائف بيتك حينما يكون منها في بيتك أيام العيد، ولا تتغاض عنه وقت صلاته بل قل له "المديح لك". حفظ الله مصر وجيشها وشرطتها وشعبها ورئيسها من كل شر ومكروه.